الضيق و القلق و الهم سمة العصر لماذا و ما الحل ؟؟؟؟؟
إذا تأملنا واقعنا نجد الكل يشكو من الكل و نجد
القلق و الضجر و التذمر و الضيق
و لمعرفة السبب لا بد من معرفة تركيبة الإنسان و
مهمته و متطلباته و الغاية من وجوده
خلق الله الإنسان من و روح و قلب و عقل ونفس و جسد
و لكل منهم مهمة و غذاء خاص به فإذا حرم من
هذا الغذاء شعر الإنسان بالجوع و الألم أي الضي
ق و القلق
و غذاء الروح و القلب ذكر الله و معرفته و ذكر الله هو
كل ما امر الله و رسوله به , فعندما يبتعد الإنسان
عن ذكر الله كثيراً سوف يشعر بالضيق و القلق لأن روحه جاعت .
و غذاء العقل العلم و المعرفة النافعة و عندما يبتعد
الانسان عن العلم و التفكر سوف يشعر بالنقص و الضعف .
و غذاء الجسد المأكولات و المشروبات الحلال و
عندما يتناول الإنسان طعام من مصدر غير مشروع
سوف يولد هذا الغذاء اضطراب في الجسم و
النفس و القلب .
و غذاء النفس هو إشباع رغباتها و شهواتها و لكن
باعتدال و وفق ضوابط محددة من قبل خالقها الذي
هو أعلم بما هو الأصلح لها
لأن رغبات هذه النفس مثل المتوالية العددية كلما
حققت لها رغبة ولدت عشرة رغبات و إذا حققت لها
العشرة ولدت مائة رغبة و هكذا
إذاً فلا مجال لإشباع هذه الرغبات كلها أبداً
و من ظن أنه سوف يشبعها فسوف يظل يلهث
ورائها طوال عمره و لن يصل إليها و سيعيش طوال عمره في قلق و ضجر .
و السعي مع الصبر لتحقيق الرغبات باعتدال و
عقلانية و بالطرق المشروعة و وفق سلم أولويات و
ضرورات الحياة و الإمكانات المتوفرة و السبل
المتاحة وبعدالاستعانة بالله لتحقيقها يصل الم
ؤمن إلى ما قسم له مع السعادة و الراحة و
الطمأنينة و الأهم من ذلك رضى الله سبحانه و تعالى .
و العجلة في تحقيق الرغبات بسلوك طرق
غيرمشروعة سيصل إلى ما قسم له و لكن على
حساب سعادته و راحته و صحته و الأهم من ذلك سخط ربه سبحانه و تعالى .
و معرفة الانسان بالحقيقة والحكمة من خلق الله
الناس على درجات يخلصه من الحقد و الحسد و
يؤدي إلى شعور بالراحة و الطمأنينة
فالله خلق الناس على درجات غني و فقير و
متوسط الدخل و رئيس و مرؤوس لحكمة بالغة و
هي عمارة الكون
فإذا كان الكل رؤساء فمن أين نأتي برعية و إذا كان
الكل مدراء فمن أين نأتي بمرؤوسين و إذا كان
الكل أغنياء فمن يقوم بالنظافة و السباكة و الكهرباء
و البناء و ...............
و هذه الدرجات الدنيوية ليست دليلاً على أفضليتهم
فربما يكون عامل نظافة عند الله خير من وزير لأن
الدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة .
و هي ليست دليلا على السعادة لأن السعادة تنبع
من الداخل و لا تأتي من الخارج و من ظنها تأتي
من الخارج اخطأ الطريق و سيلهث ورائها طول
عمره و لن يصلها .
و من سلبت حقوقه و طالب بها بالطرق المشروعة
ولم يحصلها فلا يقلق و لا يحقد فهي في رصيده و
محفوظة له ليوم هو في أمس الحاجة لها و قد تم
تحويلها من حساب دنيوي فان إلى حساب أخروي باق .
وأحسب أنه لو حكم سيدنا عمر رضي الله عنه في عصرنا لطعن بعض الناس في عدالته و تكلموا في
عرضه لأن التقييم يتم من خلال المصلحة الشخصية
دون مراعاة مصالح الآخرين
و تحقيق رغبات جميع الناس غاية لا تدرك و لا يقدر
عليها إلا خالق الانسان ذو الرغبات الجامحة .
و كذلك معرفة الإنسان للنعم التي ينعم بها و النظر
إلى من فقدها يحقق له القناعة و الشكر و بالتالي
الراحة و الطمأنينة و منها على سبيل المثال لا
الحصر :
حرية ممارسة الشعائر الدينية و هذه من اكبر النعم و لا يعرف قيمتها إلا من فقدها
الشعور بالأمن و الأمان و هذه نعمة لا تعدلها نعمة و لا يعرف قيمتها إلا من فقدها
العيش بمأوى مناسب
العيش بكرامة دون قهر من ظالم أو طاغية
التحلي بالصحة و العافية و هكذا
و خلاصة القول
إن الإنسان مخلوق لينعم و يسعد و يتلذذ بمعرفة
الله سبحانه و تعالى , و هي سعادة لا تعدلها سعادة , و وقود هذه المعرفة ذكر الله و التفكر, و
كل ما نهى الله عنه يعكر صفو هذه المعرفةً و يسبب قلقاً و ضجراً .
اللهم امنن علينا بصفاء المعرفة و احشرنا مع سيد العارفين و إمام المتقين صلوات الله عليه